_حدثينا عن سيرتك الذاتية؟
-خَديچة إسماعيل عَلي، 17 عام. مِن القاهِرة
_حدثينا عن موهبتك وكيف تم اكتشافها؟
-كاتبة شِعر، وخواطر. إكتشفتُها حين كُنتُ بالثالث عَشر مِن عُمري، وأكتشفتُها حينَ كُنتُ أكتب الرسائل لصديقاتي. رسائل وداع وحُب وخذلان، وأكتشَفتُ حينها أنها لم تَكُن بالرسائل العادية بل كان بِها بعضاً من بَريقِ الشعر.ولَم أكُن واعيًة لما اكتُب، حينها كثيراً فإن والدي وأختي وأخي، يكتبان كذلك، ظناً مني أن ما أكتبُهُ ليس بجمالِ كتابتُهم، لكن سُرعان ما عَلمتُ أن قَلمي يَلمعُ بشعوري بالحُزنِ والهَم وأكتُبُ حروفاً كما وكأنها نجومٌ أضائت عَتمةَ حُزني. لا أعلمَ إن كانت الكِتابةَ مقرونةً بالحُزن، فعلى كُلٍ الحُزنَ يلائم الكُتاب أكثر.
_حدثينا عن أول عمل لك ،وكم استغرق من الوقت في كتابته؟
-أول عَمل لي كان شعراً وليسَت خاطرة، ولَم يستَغرقْ مِني سوى بِضع ساعات قليلة، ولم أكُن أعلَم حينَها أن بستطاعتي كِتابةِ شيءٍ بتلكَ الفَصاحةِ نسباً لسني وعَدم خبرتي أو تدريبي علي ذلك. لَكِنه كان دافعاً كبيراً لما يَكمُن داخلي مِن كلام. فَقد كانت بدايةُ الطَريقِ مُضيئة. وكانت قَصيدةً بأسم "أنا الناي التَعيس"
_بمن تأثرت من الأدباء في بداياتك؟
-لَم أعي علي الدُنيا اقراُ شعراً، فَقد كُنت متطلعةً للقراءةِ بمجال التنميةِ البشرية. والرواياتِ احياناً. وأولُ أديبٌ بعالمي كانت أُختي عائشة، ومِن ثَمَّ الشاعر عمرو حَسن. .برغم أنه كان شاعرَ عاميةٍ. وكانت أُختي تُبدعُ بكلتاهُما، فكنتُ أكتبُ الفُصحى. ولا زلت كذلك.لطالما أثروا في نَفسي كثيراً.
_ ما هي الرواية او العمل الأدبي المفضل لك بشكل عام؟
-أنفاس اخيرة لمروة الإتربي،لَم آمَل يوماً أنا اقرأه فما زالت كلماتُه فِي كُل مَرة، تُلامِسُ أنامِلَ قَلبي.
_ ما الذي دعمك وشجعك لتصل إلى ما انت عليه الآن؟
-أهلي جَميعُهم أولاً؛ وأخيراً بالتأكيد، ومِن ثَمَّ أختي عائشةَ، وخَلِيلَتي هِندا فَتحي، ومَريم علي،ومُعَلمي مُحمد نشأت، و معلِم اللُغة العربية مُحمد نور، فبدون واحدٍ منهم فَقط، لَمَا إكتملت شجاعتي علي السَيرِ في هذا السَبيل.
_هل هناك وقت معين تخصصه للكتابة ؟
-لا وَقت مُحدد إن كُنتُ في أتم الحُزن، فإن اليومَ بِرُمَتهِ للكتابه، وإن كُنتُ علي ما يُرام فالليلُ سَكنُ الحُزنَ وساهريه.
_ما الدافع الذي يشجعك على الكتابة ؟
وما الذي يلهم قلمك ؟
- دعمي الأقوي كان حُلمي، أريدُ يوماً أن أكونَ كاتبةً مُأثرة، فبجانب ما اريدُ تحقيقهُ في عالم التنمية البَشرية، اريدُ لصياغةِ كُتب التنميةِ الخاصةِ بي مُميزةً. مَزيجُ مِن العِلمِ بالفُصحى المُزينةَ والتأثير وأريد أن أسس كيان خاص بي لأعلم الكُتاب المبتدئين، وهذا ما يملأني بالحيويه دوماً لأكمل طريقي الذي بدأته.
_هل يحدث لك ما يطلقون عليه بلوك الكتابة وكيف تتخلص من هذا الشعور؟
-نَعم كثيراً؛ لَكنني مُثابرةٌ لحد جُزئيّ في هذا، تأتي احياناً لا إلهامَ في عَقلي ولا شُعورٌ مُسمى.لَكن بَعدها أحاول أن أكتُبَ أيُ شيء و أستطيع بإسترخاءِ قَليلاً بَعدَ بُكاءٍ كَثيفُ الدُموع،فأتحسنُ ويُفَجر الكَلِمَ مِن قَلمي. وأستطيعُ القَولَ عن هذا أنها عاصفةٌ تَسبقُ بَريق السَماء..
_كلمني عن طموحاتك التي تسعي ان تصل إليها ؟
-أطمحُ يوماً أن أمتَلكَ دارٌ للنَشر وأسميها دارُ وِدّْ، نسبةً لأسمي. وأن أكونَ لستُ مُجرد كاتبةً ولا اريدُ الشُهرةَ بل أريدُ التأثير وان أقولَ ما لا يَستطيعونَ قَوله الذينَ لا يَمتلكون حِس الكِتابة. وأين ما كانو وأينما ذهبوا. يَجدونَ حروفٌ تُعبِر، ولو قليلاً عن ما يَدورُ في قُلوبِهم؛ فألمِسَ القُلوب مُداويةً ولاُشعلَ نارُ الحُبِّ والبَهجةَ مِن جَديد.وأن أكون يوماً مثل الكاتبة"أمل القُنواني"طيف"، في ما حلمت به رغم ما مر بها من عثرات. وكم تَعبت في هذا السبيل، ونجحت وستنجح دوماً في المُضي قُدماً. وكم هي طيفٌ مَر عليَّ بأطنانِ الرَبيع مِن زَهر وأمل.
_ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟
ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟
-العَمل علي إخراج ما يَكمُن بأزقةِ ذاكِرته، مُطلقاً عنانَ الحُزن والحُبَّ في حِبر قَلمه. وأن يَكونَ مُنوعاً مُلماً بجزءٍ ليس بقليلٍ مِن ألفاظ لغةُ الضاد، وأين يَكونَ مُعتدلاً في حِس كتابته علي المعاني السَلسه والواضِحه، وكلماتٌ تُلامِس الُقُلوب،فتُنقَش في ألبابِ القُراء.؛ ألا يَنسى العِفةَ في إختيارِ كلماته، وأن يَكونَ مُتفائلاً تاره فيُبهجَ القلوب، ومُتيبساً تاره، ساعياً أن يَشرح أوجاعَ الُدروب.
وأن يَجدَ مَن يأخُد بقَلمُه ويساعدَ كلماتُهُ، أن تَشق طريقاً الي العالم. وأن تَكونَ أسعارُ النَشرِ لَيس مُبالغ فيها لَمن يُريدَ أن يَنشُر كتابتهُ وليس بإستطاعتهِ دَفعُ الكَثير، وأن تُكَونَ كياناتٍ عدة وأن يساعد الكُاتب المَوثُقٌ قَلمُه، الكاتبَ هذيلُ القَلم لَعلَ في قَلمهِ بريقاً لَم يُرى. وأن تَكونَ كل الكياناتِ بجمال كيانِ طَيف.
_لو احد متابعينك قام بتعليق سلبي على عمل أعمالك ماذا يكون من رد فعلك؟
-سأقولُ أو لا أقول؛ فلَيسَ كل الكلام والتعليقات تَستَحقُ الرَد.لَكِن إن حَصل سَكونُ مُهذباً قأئلاً فيها؛ أنني سأحاولُ أن أكونَ أوضح، وأستَحسنَ إختيارُ كلماتي. إن قالَ لي ما الخطأ وما لم يُعجبه، فأكونُ بهذا قد عَلمتَ عُيوبُ كتاباتي وكيفَ يَرونَها الناقِدين وسأستَمع ليس للداعمين فقط بل لشتى المُعلقين.
_ ما رأيك في الفن والادب هذه الفترة بوجه عام ؟
-أراهُ يأخذُ قالباً أوضح في مَعانيهِ، حيثُ يَستطعُ التأثيرَ في نُفوسِ شَتى الطبقاتِ. يَحتاجُ أحياناً إلي كلماتٍ ليست بسطحية، وإنما كلماتٍ تُنقَش بِعُمقِ القَلب، كما كانت أقلامُ السابقينَ مِن صَفوةِ الكُتاب.
_من وجهة نظرك كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟
-بالتَدريبِ والبَحثِ الكَثيف عَن مواطِنُ أحاسيسُه، وأن يَطَّلِعَ كثيراً. وأن يَقرأ لسابقي العَهدِ مِنا كَيف كانت حُروفَهُم مُزينةٌ و مُطرزةً بالحُبِّ والتجارِب والعِلم والدُروسُ. وما تُناقِشُها مُحتوايتُها.وكَيف كانت وما زالت مُرسَخةً ومُاثرةً إلي يومنا هذا.
_ هل تعرضت من قبل لشئ احبطك في مجالك؟
-نَعم بالتأكيد، فكلٌ مِنا قَد إنتَكس في حياته وشَعر بالفَشلِ الذريع، وقد كان هذا قلةَ ثقةِ بنفسي وبمَوهبتي، وأعملُ الآن علي هذا، ألا أتأثَر يوماً بفشلٍ ما؛ ان أكملَ السَبيلَ إلي أخرهِ مِن حُلم. فسأستَطيعُ يوماً أن أكون ما أريد.
_كيف ترين الكتابة ؟
بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟
مواجهة مع الذات؟ أو مع الأخر؟
-أما انا فلا شيء مُحدد، فأنا لا أحب أن أكون مَكتوفةُ الفِكرِ،فأبوحُ حيناً وأستشفُ أخر،وأهربُ مِن واقعُ ألمي إن لَزمَ الأمر،فأنها رسائل قَد تَصل لَمَن أسردُ فِيها ما قَد شَعرتُ بِه يوماً بسببِ أحدُهم،أقولُ دوماً أن الكِتابةَ كالريح،تَهُبُ هُنا وهُناكَ لتُلامِسَ القُلوب.وقَد تُلامِسَ مَن إفتعلو شعور مِن حُزنٍ و حُلو، وقَد لا تَفعل.
_هل انت مع أم ضد استخدام الكاتب لالفاظ خارجة عن الأخلاق العامة بحجة توصيل المعنى للقارئ؟
-لا لستُ مع هذا قطعاً، فإن الكَاتِبَ مَا يُميزهُ عَن غَيره، أن يَستَطيعَ إيصالَ الَمعنى والحِس بدون أي كلامٍ قَد يَخدشُ الأخلاق، وأن يَكونَ بَليغُ اللِسانَ، جَميلُ التَصوير، لا أن يَكسرَ سورُ الأخلاق. ليُوصل المَعنى المَرغوبُ إصاله.
_ هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الهواية أم الموهبة؟
-إنها مَوهبةً أغلبَ الظَّن، فلا أحد عادي يَستَطيعُ أن يَفتَعلَ كِتابة، سوى أنه يَشعُر بما يَكتُبه أو ما يَكمُن بين أوصاله. فإنها حروف، إن إستطاعَ أن يَشرح أوجاعَ فِكرهِ وفؤاده، بتصويرٍ جَميل، وببيانٍ مُثير. فإنها حتماً لَيست بهوايةٍ وعليه بتنميتَها.
_هل تفضل النشر الورقي ام الالكتروني خاصتاً بعد انتشاره في هذه الفترة ؟
-أُفضلَ كثيراً الوَرقي، فإنهُ عَتيقُ المُتعةَ، ونشوةُ القِراءةَ والحُروفُ نُقِشَت علي أوارق، أكثر بكثير مِن نشوتِها علي الأجهزةِ الألكتُرونيةِ المُحدَثَة. لكن هذا لا يَنفي أن النَشرَ الالكتروني يَتيحُ للقُراءَ إجادَ الكُتب بسلاسه، دونَ عناءَ أن يَبحثونَ عَن نُسخةٍ ما لكتابٍ يُريدونَ إطلاعَته.
_ما الذي يجعل الكاتب مميزاً عن غيره؟
-أن يُصِل الشُعورَ والمَعنى بسلاسةٍ وبحروفٍ ذهبيةٌ. تُنقَش لا أن تَمُرَ مُرورِ الكِرامَ علي أعيُن النَّاس. وأن تَنقلَ الحُبَّ الذي يَكمُن بين الأوصال، والجُروحَ التي أفتُعِلَت عَمداً وسَهواً وأن يَشرحَ كُلُ هذا، بكلماتٍ جَميلة وصِوَر وأخيلتةٍ عَميقة، فإن الكاتِبَ يُوصل الشُعورَ حرفاً يُقرأ، وأنيناً يُسمع، ونُقوشُ نَدوب القَلبِ تُحَس.
_هل تمتلكين مواهب اخري؟
-أستَطيعُ فِعلَ اعمالٍ يَدوية مُبتَكره،وأن أصنع العُطور المُعَتَقة.وتَصوير المَناظِر الطبيعية.
_کلمني عن إنجازاتك ؟
_في أول مُسابقة إرتجال أسبوعي للتيمات اصبتُ المركز الاول، وشاركت في كتاب مُجمع للتيم الذي أنتمي إليه، وفي أول مُسابقه إرتجال المُبادرة، كُنتُ بالمركز الثاني مُكرر، ولَم أُنجِزَ شيئاً بَعد مما أريد
لكنني علي أعتاب الحُلم ولن اترُكَ عتبةَ الطريق حتي أصل لمُرادي.
_هل تفضل الكتابة بالفصحى ام بالعامية؟
-أُفَضلَ الفُصحى فهي ما أبدعُ بحروفِها أكثَر، وأظُنها أكثر تصويباً لما يَدور في حِس المَرء مِنا وأكثر تعبيراً ولَم أجَربَ العامية أُظنُها سَتكونُ مُعبرةً كذلك.
-ما النصائح التي تريد توجيهها للكتاب المبتدئين؟
-أريدُ فَقَط أن أقول، إن العَالمَ مليء بالصِعاب والتَحديات، أترك عَالَمكَ يَتحدى العالم، وأتَّطَلِع كثيراً، ونَوِع في مُحتوى كِتاباتِك، وكُن مُثابراً ولا تَقِف كَثيراً. وأبدأ فإن الإبداعَ بين يَديكَ بإستطاعَتِك أن تُنيرَ حُروفُكَ العالم. فستكونُ قَريباً، أفضلُ مما تَطمحُ بكثير، فَقط أطلقَ العَنانَ لأحلامِك فبإستطاعَتِها أن تَقودَكَ إلي سَيّرِ الإحتراف.
-كلمتك الأخيرة للقاء ؟
-قولاً أخيراً؛ الأصابعَ المُبدعةَ تَحيكُ حروفاً، فَتصنَعُ ثَوبَاً مِن خِيوطِ الشُعور بالأسى والحُبّْ، بإستطاعت العالمَ أن يَلبِسَ ذاكَ الثَوبَ إن أُحيكَ بصدقٍ وحُبّْ، وطُرِزَ بكُلِ ما يَقبِعُ بداخِلِ عَينَيكَ مِن حُزنٍ وهَمٍ وأمل، ولا تَنسى فإن الأديبَ يَلمعُ بالأمل والدَمعِ معاً. فلا حياةَ بدونِ أمل، ولا عينانَ بالحياةِ بدونِ دَمع. فَقط، إبتَسِم للعالم. وكُن مُتيقناً أينما كان هَدفُك فَلن تُطلقَ الأسهُم إلا مِن أقواسُ يَديكَ.
وشُكراً لكمَ علي إنصاتُ أعيُنكُم.فقد إستمتعت بكتابةِ هذا.
إرسال تعليق