حوار صحفي يجمع بين صحفية جريدة كُتاب طـيف "إسراء محمد" وبين الشاعرة والكاتبة "أية ياسر"
عندما تكتشف أنك لست موجوداً عبثاً وأن بداخلك مواهب لم تكن تعلمها إلا بعدما يأتيك القدر والوقت المناسب التي تعلم فيه كل هذا.
فتاة كاتبة وشاعرة وأديبة صغيرة، برغم صغر سنها إلا أنها تستطيع كتابة الشعر بطريقة محترفة وإلقائه بصوت رائع وواثق، لديها من العمر سبعة عشر عاماً، من محافظة المنوفية، من مواليد 2004 من الميلاد، تُلقب بالأميرة المفقودة، الأديبة آية ياسر محمد جاد.
في الحقيقة قبل البدأ في الحوار أردت أن ألقي كلمة، إن الشاعرة آية ياسر لها فضل كبير بعد الله أن تعلمني الشعر، كنت أريد أن أكتب الحوار بطريقتي، لكن إجاباتها أبهرتني، وحديثها جعلني أضعه كما هو.
الأديبة آية ياسر برغم صغر سنها إلا أنها تحدت كل الصعاب وواجهت كل من راهن على فشلها، ظلت قوية ولن تهتز لحديث أحد.
ألقينا بعض الأسئلة على الشاعرة آية ياسر فأجابت بكل ثقة وفخر.
_حدثينا عن سيرتك الذاتية؟
أنا آية ياسر محمد جاد لقبي الأميرة المفقودة مواليد عام ٢٠٠٤
_حدثينا عن موهبتك وكيف تم اكتشافها؟
الأول أنا عندي موهبتين اللي هم الكتابة والإلقاء بدأت موهبتي عام ٢٠٢٠ أما ازاي اكتشفتها فأنا اللي اكتشفت نفسي كانت ليا محاولات كتابية كتير وشفت أن اسلوبي في الكتابة حلو وعرضت شغلي على كذا حد وكان رأيهم من رأيي.
(أنت فقط من تحدد قدراتك، فاسعى جاهدًا أن تطور من مواهبك.)
_حدثينا عن أول عمل لكِ ، وكم استغرق من الوقت في كتابته؟
أول عمل ليا كان "حكاية من الماضي" كان أحلى كتاب ومميز عندي لأنه أول بداية المشوار. ثلاث أسابيع تقريباً.
(ويظل أول عمل لك كدافع أن تكمل المسير.)
_بمن تأثرتِ من الأدباء في بداياتك؟
طبعاً أستاذنا الكبير نجيب محفوظ وصلاح جاهين ومن شعراء أيامنا دي فبيعجبني أسلوب أميرة البيلي.
_ما هي الرواية أو العمل الأدبي المفضل لك بشكل عام؟
بين القصرين لأستاذنا نجيب محفوظ.
_ما الذي دعمك وشجعك لتصل إلى ما أنت عليه الآن؟
الموضوع كان في رغبتي إني أكون كاتبة شاطرة وإني أكون أستاهل فعلاً أن يتقال عليا يوم الكاتبة آية نشرت كذا أو قالت كذا أو اتعلمنا منها كذا، أنا بكون شايفة إن الأديب بيكون مسئول عن ثقافة جيل كامل بيقرأله ودا كان بيشجعني كتير.
(أهدافك وأحلامك أنت من تستطيع صنعها، فلا تنتظر التشجيع من أحد، فتشجيعك لذاتك هو الدافع الأكبر لتحقيق أحلامك.)
_هل هناك وقت معين تخصصه للكتابة ؟
أي تجربة حياتية الواحد بيمر بيها تقدر تخليه يكتب إنما أنا حالياً بحاول قد ما أقدر اخد وقتي في الكتابة عشان العمل اللي يخرج للناس يكون اخد وقته ومفيش فيه غلطات.
_ما الدافع اللي بيشجعك على الكتابة ؟ وما الذي يلهم قلمك؟
الكتابة مساحة راحة ربنا خص بيها ناس معينة بيختارها بنفسه مساحة راحة وفضفضة، تخيلي لما يكون قدامك ورقة وأنتِ كاتبة فقدامك كل مساحة فضفضة أنتِ محتاجاها، الكتابة صديق وفي وزي ما قلت لحضرتك من شوية التجارب الحياتية هي الملهم والمعلم.
(وعلى قدر أن الكتابة راحة، لكنها بالله هي الوجع الحقيقي؛ لأنها أحيانًا إفراغ لذكرياتك المؤلمة وأوجاعك العميقة، فكلما قرأت ما كتبته، سالت دموعك وكأن الماضي يعود!)
_هل يحدث لك ما يطلقون عليه بلوك الكتابة وكيف تتخلص من هذا الشعور؟
مفيش حاجة اسمها كده من وجهة نظري، اصل الموضوع مش شغلانة مش شغل يعني اللي أقصده مش صنع، ة بمعنى آخر زي ما قلتلك برضو دي مساحة ربنا بيخص بيها ناس معينة فأنا ممكن أكون بكتب دلوقتي وبعد شوية ما أقدرش أعمل دا إحنا بنحاول والله المستعان.
_كلميني عن طموحاتك اللي بتسعي انك توصلي ليها ؟
نفسي أكون كاتبة كبيرة وناجحة، نفسي كل اللي يقرأ كلامي يقدر يتعلم منه حاجة، نفسي أكون قد مسئولية إن ربنا اختار آية ياسر دونا عن غيرها عشان تكون مسئولة عن ثقافة جيل، نفسي أوصل للي أساتذتنا قدروا يوصلوا له وعارفة إن الطريق لدا مش سهل ومش هيكون مفروش بالورد وأتمنى إني أكون قد دا.
(ليس الطريق بسهلٍ، لكن الثقة بالله تصنع المستحيل.)
_ما هي معايير نجاح الكاتب بنظرك؟
استمراريته واستمرارية سعيه في الموضوع بالشكل الصح اللي مش محتاج فيه يعمل حاجة غير أنه يستمر بدون ما يزهق أي شيء تاني هو مش معيار نجاح من وجهة نظري قد ماهو معيار فشل.
_ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع المثقف في الوقت الراهن؟
الدعم المعنوي الموضوع كله قايم على دا أن الكاتب يكون لاقي تقدير للي بيقدمه، طبعاً التقدير المادي بيكون مهم أحياناً بس التقدير معنوي أهم وأقوى.
(أكتر شيء متعب هي إن حد يقولك كلمة تخليك تيأس وتتخلى عن كل حاجة، خليك واثق إنك هتوصل وإن مفيش مستحيل طول ما رب المستحيلات معاك.)
_لو احد متابعينك قام بتعليق سلبي على عمل من أعمالك ماذا يكون رد فعلك؟
هشكره على نقده وهستفيد من تعليقه بأني أطور من نفسي وهخش أتكلم معاه وافهم منه اكتر إيه سبب تعليقه.. دا برضو أحد أنواع الدعم اللي بنحتاجه.
_ما رأيك في الفن والادب هذه الفترة بوجه عام ؟
الفن مفهومه كبير أوي على أن حد يقدر يقيمه إنما أقدر أقولك رأيي في الأدب فخلينا نقول إن أي حد كان له حظ أنه دخل تحت ستارة الأدب فهو حد محظوظ عشان عمر الكلام أطول من عمر البني آدم ونصيحة بقدمها لكل الناس اللي بتكتب ولنفسي قبلهم راعوا عقول الناس في اللي بتكتبوه عشان زي ما حلم كل واحد فينا إن الناس تحفظ كلامه وتقول إن دا شغله زي ما برضو لو كان كلامه دا غلط هيجي يوم ويتقال دا قدام العالم فخلي بالك.
في الحقيقة أصابت الشاعرة في حديثها،نفخر بكِ أيتها الأديبة الصغيرة.
_من وجهة نظرك كيف يتحول الكاتب من كاتب موهوب بالفطرة لكاتب محترف؟
الممارسة مهمة جداً، القراية مهمة جداً، والقراية مهمة تاني مفيش كاتب مابيقرأش، لازم ندوق الأول عشان نعرف نطبخ في حد مرة قال لي كده ماينفعش ندخل حد المطبخ ونقله اطبخ وهو لسة طفل صغير، لازم يكون داق مرة واتنين وتلاتة وداق من هنا ومن هنا، ومن مكان تاني عشان يقدر يعمل الموضوع فالقراية مهمة جداً وبعد كدة المحاولات بقا في إن ازاي نقدر نكتب شيء بأسلوبنا احنا.
_هل تعرضت من قبل لشيء احبطك في مجالك؟
أكيد قولت لحضرتك من شوية أنا عارفة أن الطريق مش مفرود بالورد، أكيد فيه ناس كتير بتحبطنا بجمل كتير واللي منها "اخر اللي بتعمليه دا ايه؟!" وعشان كده قولت لحضرتك أن معيار النجاح هو الاستمرارية مش حاجة تاني.
_كيف ترين الكتابة ؟ بوح؟ عملية استشفاء؟ هروب من الواقع؟ مواجهة مع الذات؟ أو مع الأخر؟
الكتابة مساحة راحة أو نقدر نقول هي أسلوب من أساليب البكاء بس مش البكاء بالمعنى العادي في نصوص الواحد كتبها وهو بيبكي دم مش بس دموع، مفيش حد يعرف قد ايه هو شيء مؤلم أن الواحد يكتب هزايمه على الورق وتمر الأيام ويقرأها ويفتكر اللي كان ماصدق نسيه فالموضوع محتاج حد من جواه قوي عشان يقدر يعمل دا.
بالفعل صدقت الأديبة آية ياسر؛ لأن الكتابة بوح بمشاعر مكبوتة داخلك تنثرها على أوراقك رغم أن بعض الأوجاع لا يمكن سردها بحروف.
_هل انت مع أم ضد استخدام الكاتب لالفاظ خارجة عن الأخلاق العامة بحجة توصيل المعنى للقارئ؟
الأديب أو الكاتب مسئول عن ثقافة جيل كامل فبأي عذر اعطى لنفسه الحق إنه يعمل كده، في عقول جيل كامل لما الأديب يستخدم ألفاظ خارجة عن الأخلاق العامة امال مين يراعي الأدب والأخلاق العامة سمي أديبا من الأدب!
_هل تعتقد أن الكتابة تندرج تحت مسمي الهواية أم الموهبه؟
الكتابة نعمة والموهبة يفترض أن تكون هواية ماينفعش تكون موهبة لو الواحد مش هاويها
_هل تفضل النشر الورقي ام الالكتروني خاصتاً بعد انتشاره في هذه الفترة ؟
النشر الورقي أميز طبعاً كفاية أن الواحد يكون ماسك الورقة كده، المثقفين بيتشقوا حاجة اسمها ريحة الورق وملمسه ودا مايقلش أبداً من قيمة النشر الإلكتروني واللي اتعمل عشان يخفف التكلفة عن الكاتب شوية.
_ما الذي يجعل الكاتب مميزاً عن غيره؟
كونه مسئول عن ثقافة جيل كامل دا شيء يخليه مميز وبعدين كفاية التجربة الحياتية اللي هو بيصيغها سواء كان مر بيها أو خلقها بخياله.
_هل تمتلكين مواهب اخري؟
الكتابة والإلقاء
_كلمني عن إنجازاتك ؟
كتبي أنا اشتركت في تلات كتب ورقية مجمعة وكتاب إلكتروني مجمع.
_هل تفضل الكتابة بالفصحى ام بالعامية؟
أنا بكتب بالاتنين الصراحة فرأيي هيكون مجروح فيهم.
_ما النصائح التي تريد توجيهها للكُتاب المبتدئين؟
أوعى تبطل قراية واوعى تخلي كلام الناس يحبطك.
_كلمتك الأخيرة للقاء ؟
دمتم مبدعين
إن ابنتي آية ياسر قد أصابت الهدف وقد تخطت العوائق وجميعنا نفخر بها كثيرًا وبكل ما تفعله.
تساعد الجميع، إلقائها في الشعر وگأن شخصاً كبيراً يلقي، حقاً يليق عليها"الجندي المجهول"
في النهاية
كوني قوية آيتي، فأعلم أنكِ لن تستسلمي، وأنكِ يوماً ما ستوقعين كتابكِ الورقي وتحدثين ضجةً في هذا الوسط المليء بالكتاب.
أتمنى لكِ كل التوفيق
إرسال تعليق