"ما تفعله بي الذكريات"
كلما بهتت الأضواء وغربت الشمس معلنة قدوم الليل جسدي يرتجف؛ خوفًا مما سيلحق به.
فهو على علم أن الذكريات تلاحقهُ دومًا في هذا التوقيت، فهي كالاسد الجائع الذي ينتظر اللحظة الحاسمة لينقض علي فرسته؛ و يصيب هدفه بدون عوائق.
ولا يجد أي شئ يقاومه أو يعطله عن أصابة هدفه بجدارة والانقضاض علي فريسته.
هكذا تفعل بي الذكريات تنتظر من الليل أن يسدل أستارهِ لتنقض عليَّ كفريسةٍ لها.
و تختار هذا التوقيت بالتحديد لتنقض عليَّ؛ لأنه التوقيت المناسب لها.
ففي هذا التوقيت لا تواجهها أي عوائق، ولا تجد أي شئ يقاومها.
فلا تجد مني سوا الإستسلام لها؛ و أظل أعاني منها طيلة الليل وهي تلتهمني جزءًا بعد جزء.
و حينما يزداد النور في الكون وتشرق الشمس معلنةً قدوم النهار؛ تتركني بعد أن مزقت أشلائي لتهرب بعيدًا عني كالذئب الذي يخاف من الضوء.
تهرب بعيدًا؛ و لكن تظل علي إستعدادها الدائم للإنقضاض عليَّ لإلتهامي في اللحظة الحاسمة و التوقيت المناسب لها.
لذا جسدي يرتجف خوفًا من حلول الليل.
ك/إسراء شعبان"الدرة البيضاء"
إرسال تعليق