U3F1ZWV6ZTQzMzIwNTg0NTE1ODAzX0ZyZWUyNzMzMDM3MDY4MDg2Mg==

مليسيا_جريدة_كُتاب_طيف

 و إني أتساءل؛ تُرَى هل أحبّوني أنا أم أحبّوا ذلك المُطيع الذي لا يُعصي لهم أمرًا!

عِشت بينهم دهرًا كاملاً لا أفهم منهم شيئـًا، منذ ولادتي و أنا لا أنكر حبهم لي و خوفهم علي، لهفتهم لرؤيتي إن غبت قليلاً، و حرصهم على تواجدي أمام أنظارهم طيلة الوقت، لكن ثمة شعور ما لا أستطيع ترجمته؛ هل أحبوني ذلك الحب السوي، الذي لا يتطلب شروطـًا، أم أن ذلك الحب حب مشروط، مرهون بمدى استمراري في الطاعة؟!

كنت كلما كبرت يكبر معي شعور الغربة، حتى مرَّت عليَّ أوقات كنت أشك بانتسابي إليهم؛ فكيف يراودني هذا الشعور و أنا بينهم! ليس عدلاً أن تكون كل هذه الوساوس في داخل عقل بشري واحد، حتى الأطفال، ما عُدتُّ أصدِّق مشاعرهم، أقف مكتوفة الأيدي؛ لا يهون عليَّ الرحيل، و لا أنا بقادرة على العيش هكذا، بنصف قلب، لدرجة أني أشكُّ أحيانـًا أن هذا واقعي، فكيف يكون الواقع وهمي إلى هذا الحد؟ أوليس للمرء حقـًا في أن يعيش شعورًا أكيدًا واحدًا و لو لثانية واحدة في حياته؟ 

لا صغيرًا قادر على احتواء مخاوفي، و لا الكبير تقبَّل أفكاري المشتتة تلك، مُشفقةٌ أنا على ما وصلت إليه، مستاءة أنا لأني لا أملك فكرة واحدة أكيدة أستند عليها .. 


 لـِ مُنىٰ الحُوشَان «مليسيا».


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة